Saturday, September 3, 2011

" معاناة "فطّار رمضان في تونس جزء 2 من 2

المينو في الحانوت فيها حاجة بركا: كفتاجي! وصحن  مش كسكروط! لا و كي تكمندي صحيّن, يسألك تحبه بالفريت و الا لا!! و كي تقله راهو الكفتاجي بطبيعته يستربا مع الفريت يقلك راهو لازم تستنى مدة بش تحضر الفريت,اللي من لونها باين عليها جيست تشللت في زيت الحاكم تشليل و برا, والأكثرية ياخذو صحنهم بلاش فريت! الأخ ماهوش خالط على الطلب الرهيب على اللي الناس  تعتبرها متعة محرمة و هي الافطار في رمضان و اللي في الحقيقة ما هي إلا حاجة أساسية من حاجيات أي انسان: الماكلة!

ثلاجة المشروبات الغازية  ممكن كل ربع ساعة يعاود يعبيها من جديد و تفرغ. الخبز يتم جلبه في دوريات معبى في كرادين للمحل, و كل شوية يدخل واحد معاه ساك عملاق بش يلم هاك الدبابيز بلاستيك اللي كانت فيهم المشروبات الغازية. هذا الكل جاري في بلاصة ما أكبرش من 13 متر مربع! و الناس الكل تاكل بالواقفة و هي مطبسة روسها خاطر الطواول نتاع ماكلة بالقاعد! و الجميع قاعدين يوحوحو من حرورية صوص الهريسة اللي يسقى بيها صحن الكفتاجي قبل ما يسربيه (عالاقل تأكدت اللي الطرح بالرسمي حار مش فقط بسبب اني ما عادش نحمل الحار من جرة العيشة في الغربة).


 و اللي عجبني في الحكاية اللي العباد الكل اللي قاعدة تاكل يأكدو لبعضهم اللي هالرستوران عمرهم ما شافوه و الا انتبهو لوجوده في الأيامات العادية. أما في هاك النهار ولى مقصد الجميع, خاصة أن أحد بدائله القليلة (عالأقل البديل الوحيد اللي نعرفه أنا) هو مطعم باقات باقات أو شهرا الغلا و الكوا و كثرة الهوا!

بعد ما كملنا كلينا اللي كتب , الحق نتاع ربي سمح الصحن و زيد أول صحن كفتاجي ناكله من نص عام زيد من الليلة اللي قبلها جيعان دونك نحمد ربي و نشكر, اللي ما عجبنيش فيه هو اللي سقشات البوطزينة اللي أنا نكرها في الدم باينة في التسطيرة بالعين المجردة  سي أحمد التونسي المرافق نتاعي حب يعمل سيقارو, لذلك توجهنا للقهوة المقابلة. الساعة كانت قريب الأربعة نتاع العشية,كي دخلنا لقيناهم حالين مرمة الداخل: الوسخ و بقايا الدبابيز و المعلبات قريبة للركبة, شوية و يجيبو بالة بش يهزو بيها الوسخ, و زويّز من جامعي القوارير البلاستيكية واقفين في قلب القهوة يتعاركو واحد يقول لصاحبك يزيك ماك عبيت في الحانوت لوخر!

الحصيلو شي يعيف! و زاد كملها اللي مولى القهوة قاللنا بش يسكرو رغم اللي حتى الخمسة نتاع العشية ما زالت. رصتلنا نسحللو و طلبنا كل شي ممكن نستحقوه حتاكش لين يأذن: قهوة سيتروناد ميلفوي قازوز دبوزة ما! و حنا قاعدين نتناولو في هالمتع بقيت نشوف لسيد قاعد في القهوة و قاعد يمص في شيشة بنهم تقولش عليه الشيشة بش تتقطع من البلاد! ياسر حب و حنية  و انكباب!


بعدين فهمت الحكاية:
 القهوة هذيكا تتبدل وظيفتها في رمضان وتحولت من كونها فضاء عام للقاء و لتقديم جميع أنواع المشروبات و الدخان و الشيشة لكي تصبح كالمحل الخاص للسكنى! وزيد فضاء غير عام بما أنه معزول بصريا عن الشوارع و المحلات المحيطة. اللي يجي في رمضان يجي للقهوة و معاه قفته فيها ماكلته و شربه نتاع النهار كامل! و هاوينه ممكن يطلب قهوة و تاي و الا شيشة في القهوة!  


و هذا يفسر كميات الزبلة الرهيبة الللي تلمت غادي في القهوة. مرافقي قاللي اللي كثير من الموظفين العموميّين الفطارة يجو يبنكو غادي و خاصة من وزارة الداخلية اللي قريبة خطوة من غادي. بعد ما خرجنا و حوسنا شوية عطشنا و حبينا نشرو ما بارد. مهمة جدا ساهلة. الأكشاك في الافيني الكل تبيع فيه و الناس مقبلة عليه!


بعد التجربة هاذي عملت تجارب أخرى في قهاوي فطارة نتاع الناس الهاي كلاس ( بلوغتنا: الكرز) و الناس المثقفين و جماعة ال sub culture مثل قهوة Au matignon في نهج ألان سافاري أو قهوة-مركز ثقافي Étoile du nord اللي تحاول تكون متميّزة على غيرها بأنها عاملة dress code أو بالعربي مانعة أنواع معينة من اللبسة تدخل عندهم كيما الشورط الرياضي و الكاسكات!! (ذكروني بالفازة اللي صارتلي أمس: حبيت نمشي لوتيل في صحراستان بش نعمل كعبات و الدنيا شهيلي يقتل و 40 درجة بش العساس نتاع الوتيل اللي حتى قبل الثورة ينش في الذبان يقلي اللي سامحني أما ممنوع الدخول بشورط!!!!)

المهم اللي في هالقهاوي القافزة فيها نوع من الإثارة, علاشي برشا "مشاهير" يبنكو فيها. أما مصيبتها بجانب الغلا الرهيب اللي عم البلاد كي تجي تشوف هو السرفيس المكرز النفاخ الحقار اللي يكرهك في روحك أكثر مللي إنتا كارهها في نهار رمضاني تونسي سخون!



و عن العزقة في صحراستان ما نجم نحكيلكم شي للأسف! النهارين من رمضان اللي عديتهم في الجنوب التونسي ما خممتش مجرد التخمام اللي نحط ساق برا الدار في وقت الصيام علاشي عارف اللي هيا فكرة مش ذكية بالكل!


تي كنا مروحين لصحراستان في كار الوطنية انطلاقا من تونس العاصمة في نهار سخانة تقتل! الكار تخرج مع نص النهار, و الرحلة تشد سبعة ساعات و تقطع 500 كلم في ظروف مناخية اقل ما يقال عنها تعيسة و في كيران مكملة و طايبة ( أو كيما قال الشاب خالد: طبت طياب الجير في الفرّان 01:28) بالعربي عذاب صافي! و رغم اللي ربّك في الاسلام عطى رخصة للمسافرين أكثر من 100 كلم بش يفطرو و يعوضو النهار يصومه بعد ما يوفى رمضان, لكن ما راعني إلا أنه في محطة باب عليوة للحافلات اللي تخدم في الخطوط الجنوبية اللي أغلبية كيرانها تمشي لمسافات بعيدة جدا و توصل حتى لطرابلس الناس الكل صايمة! و في الكار نفس الشي!! الناس الكل صايمة بحال لاهي الدنيا بش تلهب بالسخانة و العرق و خاصة شطر الكار اللي ضاربة فيهم الشمس اللي لا يفيدهم لا مكيف و لا والو! شي ينطق من **** أم العوج نتاع مازمبي!! افهم وحدك! (كي حبيت نعمل شربة ما حل ما طلعت للكار سألت اللي قاعد بحذايا: تشرب خويا؟؟ ياخي مصدق لربي و عمل ضربات ما أمام مرأى الجميع هعهعه)

ومللخر: شطر الشعب التونسي عازقه أما يحشي فيه!

1 comment:

  1. ..والشطر الآخر صايم، أما يحشي فيه زادة هههه

    ReplyDelete

السبان و قلة الخير لا, ما عدا ذلك عوم بحرك