Thursday, September 29, 2011

تدوينة طيّارة ( أو تدوينة اليوم الأخير) جزء 1


الجزء الأول لهالقصة كتبته في الطيارة, و البقية كتبتهم و أنا راكب في التران في ألمانيا: 

بعد رحلة نوعا ما ماراثونية بش نوصل للمطار في الوقت بش ما نتغصرش هاني توّا أخيرا راكب الطيّارة, مروّح من أرض الوطن و ماشي لبلاد الجرمان أرض الغلمان!

الحكاية بدت في تونس العاصمة, وين بتت آخر ليلة ليّا في تونس في دار خالتي الشهيرة في الحفصيّة, ڨمت الصباح مش بكري برشا, علاشي خالتي حاولت تڨوّمني أما أنا ما قمتش! علاش ما ڨمتش؟؟ علاشي ما سمعتهاش.! كيفاش ما سمعتهاش و هيا يجي ساعة ماشية جاية عليّا توڨظ فيا...؟؟ ساهلة الحكاية:



الأوروباكس! كي تعرف تحطه في وذنيك ماعادش تسمع حتى شي و ترڨد رڨدة مرتاحة هبال!

هكا هو ودعت خالتي ووصلتها لسوق سيد محرز و قصدت ربي بش نبدا آخر نهار ليا في تونس!  للأفيني نبدل في شوية فلوس بش نكمل بيهم آخر يوم ليا و نشري شوية قضيات! في بواتت التبديل اللي جت في بنية الافريكا عالافيني واحد ليبي مصاب الله أعلم وين و كيفاش مبنك في الكرسي و مرته معاها حزم حزم دولارات تبدل فيهم الله لا حسد! من غادي نڨزت لشارع باريس و بالتحديد لدار الثقافة ابن رشيق (للي مايعرفوش وين جت: بحذا ستاسيون المترو و لاصقة في الكونسيرفاتوار) بش نزور صديقي الأديب و الروائي الشقي الممتع الحديث و عذبه كمال الرياحي اللي هوا غادي شادد نائب مدير! المهم ديراكت دخلت لدار الثقافة نلڨى في بهوها معرض "كتاب", من نظرة مستعجلة عرفت نوعية الكتب الغالبة فيه: الإيطالية في أسبوع! أفضل 5 طرق للرشاقة! المعجم الميسر! عذاب القبر و انتا ماشي! تي نفس المناظر اللي يتباعو في محطة برشلونة و الا باب عليوة!

هبطتله للجحر نتاعه في قبو المركز و اتجت بحركة آلية للبيرو نتاعه في آخر الكولوار لكن المرا اللي تخدم في البيفات صيدتني على غفلة بصرخة و غزرة مدروسة من ورا الكنتوار:

- وين ماشي؟؟
- ( مشني داخل بعضي حتى طرف هعهعه) ماشي لبيرو سي كمال الرياحي
- ( ملامح وجهها تبدلت كليا لين وصلت كونت تبسيمة في وجهها) مرحبا بيك تفضل!

المهم سلمنا على كمال و عملت معاه دردشة ثرية متنوعة تناولت برشا مواضيع منها روايته الجديدة اللي هي تعتبر الحدث الأبرز حاليا في المشهد الثقافي التونسي, رواية الغوريلا الصادرة عن دار الساقي الشهيرة (بكتبها العربيدة هعهعهع) و حكالي شوية عالمحتوى اللي مستوحى من قصة واقعية حصلت أيام بن علي عام 2007 (!!!) كي شاب تونس تنعكش في منقالة 7 نوفمبر في الافيني و وصل للقمة نتاعها و بقى شادد فيها لأكثر من 11 ساعة و الدنيا اللوطة من تحته بش تتطربڨ! حركة احتجاجية عصيانية في أحد أهم معالم الديانة النوفمبرية و غير بعيد على أعين الداخلية! و بعدها جبدنا على روايته الأقدم, رواية المشرط, اللي شريتها في زيارتي اللخرة لتونس. رواية خارقة للغاية و فيها نوع من الفانتازيا و وسع الخيال المصنوع من شخصيات و أماكن تونسية بحتة! تلقى صمبة بن خلدون و محطة برشلونة و عوالم قروسطية تعيش فيها وحوش خيالية و تلقى الافيني و تلقى شورّب و تلقى الكار الصفرا و الصحفية هند ذات أكبر ترمة في عالم الصحافة في تونس و غيرهم !

سألته عن شخصيات الرواية هل هي خيالية أم أنها مستمدة من شخصيات واقعية؟ ففسرلي بأن كل شخصية في أي رواية هي غالبا مزيج من شخصيات متعددة عرفها الكاتب في حياته, فتجد نصف الشخصية الفلانية مثلا هي نفسها شخصية الكاتب, 10% مستاقة من شخصية صديق حميم, 30% من شخصية أستاذه و هكذا! و الفن في الحكاية هو "المونتاج", أي كيف يقوم الكاتب بمزج تلك الشخصيات الواقعية لتعطي شخصية جديدة.




بعد الدردشة القصيرة مع كمال الرياحي و اللي خلتني نتأسف إني ما لڨيتش فرصة نقابله قبل هكا في جيتي هاذي انطلقت صوب أهم هدف ليا في هاليوم للخر: بش نسلع شوية هريسة و بالتحديد هريسة تيبات , اللي هما خير ببرشا من الهريسة حكك على خاطر يصبرو برشا بعد ما يتحلو, و لا يلزمك لا تغطيها لا بزيت و لا تنقلها لحكة بلّار و لا والو! جيست ردّها التيب للفريجيدار و جوك هاني! وبالطبيعة مع جعب الهريسة شريت شوية هريسة دياري من نفس الماركات اللي يصنعو في الهريسة حكك, على أمل يطلعو حاجة تصلح!

مشيت في لوّل للمغازة العامة في نهج غانة بحذا الباساج, ما لڨيتش حاجة تصلح و زيد بقو عندهم كان 7 جعب هريسة تفضلت أنا و هنيتهم عليها! لازمتني العشية طلة أخرى على مغازة بش نكمل نسلع!

خطفت روحي و نڨزت ركبت فوق الدابة الخضرا, شهرا المترو الخفيف, و اللي مشني عارف علاش خفيف!! لاهو في أوقات انتظاره لين يجي خفيف, و لا في الجموع اللي تبدى محشيّة فيه و تعفس و تبعبص في بعضها خفيف! المهم خذيته علاشي المشوار قريب, للسيتي أوليمبيك وين حاطط دبشي الكل, و زيد ڨلت ركبة (مش الركبة نتاع الكرعين) في المترو تخليني نشم ريحة (!!!) البلاد أكثر و التوفير في الفلوس (في عوض التاكسي) نشري بيه بأزيد هريسة!

بعد ما لميت دبشي عالطاير و دوشت عاودت ركبت في الأخضر من محطة حي الخضرا اللي خاطيه الخضار و رجعت للباساج و ديراكت مشيت لعمك الشوشو! الشوشو مش اسم كوافير نتاع أم مرت
الدكتور سليمان الأبيض المتصابية! الشوشو يا سيدي مطعم, مللخر يعمل في أبنّنننن و أقوى عجّة بالمرقاز ممكن تاكلها في حياتك! و مش أبن بركا, بل من ناحية الكمية و السوم مش عادية جملة! و الشوشو مش قوي في العجة بركا! حتى في الكسكروطات و الصحون الملحمة خارق للعادة, نزيد نعاود: خاصة في السّوم!

بما إنّه الكمال مش موجود في الدنيا (وظاهرلي حتى في الآخرة هعهعه), فالشوشو موقعه مش أحسن موقع, جا بين شارع مدريد و شارع لندرة ( كلمة لندرة ياسر تشيخني في مخّي علاشي كلمة تونسية قحة مفماش في حتى لهجة عربّية أخرى) و مساحته مش واسعة برشا و يبدى غادي الدز بالبونية و كل بونية فيها بونو  و لازمك برشـــــــــــــــــــــــــــــــــــا وسع بال لين ماكلتك تحضر.



المهم هبطت فيها وحيّدة رويّال (مرڨاز و غلال بحر) تضرب تصرع, ريحتها و مطعمها فاوحين و هريستها فيها بنة خياليّة شي يدوّخ, تفرج و شوف:



 
في وسط المعمعة و أنا غاطس لكوعي في العجة ينوقص التاليفون! بالسيف ما ڨديت نهز التاليفون (تراه طلّع علاش؟؟)! نلقى ولد عمّي اللي هوا زادة من الصحرا و يقرى في تونس العاصمة. أنا في طريڨي راجع لوسط البلاد كلمته و ڨتله سيّب عليك من القراية و تعالى عدّي معايا آخر ساعاتي في هالبلاد, ياخي ما عكسش وجا يجري. بعد درجين نلقاه واقف بحذايا و أنا مازلت نمشمش في العجّة! هاكاهو طلب هو كسكروط سڨد بيه روحه و بقى يعاون فيا عالعجة اللي ماكملتها كان بالسيف!

  مطعم الشوشو تابعينه زوز حوانيت أخرين لاصقين فيه (اللهم لا حسد): بتزاريا و حانوت يبيع في العصاير عملت فيه وحيّد كوكتيل هاكللي يجبيلك النوم ديراكت! و أنا غادي و ينوقص التاليفون مرة  أخرى, طلع سي أحمد التونسي (نفس الأحمد نتاع  مغامرة تدوينة فطار رمضان في تونس ) يسأل فيا ويني؟؟ ڨتله عند الشوشو, ڨالي بعيد عالافيني, ڨتله أي, المهم حصل كي سوء التفاهم و كان في اخر المكالمة بش فهمنا بعضنا!

أنا السبب الرئيسي لهبطتي لوسط البلاد هو لقاء (evenement) عملته بالفايسبوك بش نتقابل فيه مع أصحابي الفايسبوكيين (كل شي فايسبوكي!!)  اللي قابلتهم في زيارتي لتونس و حتى للي برمجت نقابلهم قبل و ما سهلش ( في الغالب ربّك ما سهلش ليهم ). موعد الڨعدة هو الخمسة نتاع العشية في الافيني. صحيبنا أحمد مشى في باله اللي هي مع الأربعة و رصتله مبنك غادي يقهوج وحده هعههععه!

المهم خطفت روحي أنا و ولد عمي للأفيني في اتجاه المغازة العامة في باب بحر بش نشري الهريسة ( ثنيّة كاملة من الباسّاج لباب بحر و أنا شادد دبوزة كوكا فارغة في إيديّا ما لڨيتش حتى بوبالا وحدة بش نطيشها يا رسول الله!!!!) 







ديراكت بعد ما شريت عولتي من الهرايس ( 10 جعب هريسة و 3 حكك بلّار بورطل هريسة عربي) ديراكت نڨزنا للقهوة اللي جت لاصڨة للمسرح البلدي. و من وقتها بدو الاصحاب و الاحباب الفايسبوكيين يتوافدو (فما حتى اللي جا سلّم عليّا بالواڨفة, و فما اللي لمحته متعدّي في الشارع كيما حاكم النورمال لاند)

يتبع......

Sunday, September 25, 2011

المناضل الأكبر سليم عمامو و الصحافة الألمانية


يا سيدي بن سيدي و أنا راكب في جرد الطيارة نتاع خطوط برلين قبل نهارات مروح من تونس للألمانيا حليت الجرايد (الالمانية طبعا مش الصباح و لوتون كيما في الخطوط التونسية) و إذا بيا في الصفحات الأولى لجريدة Welt Kompakt  اللي هيا النسخة الصغيرة المختصرة من الجريدة الشهيرة العريقة اليومية اللي اسمها Die Welt (بالعربي: العالم) اللي العدد المزمّر فيها يبدا فيه بال40 و 50 صفحة...

المهم شفت وجه قدامي مش غريب عليا حتى طرف و نعرفه و كلنا نعرفوه!


سليم عمامو!

كاتبين عليه مقال من صفحة كاملة تقريبا تحت عنوان:

من الكرّاكة (الحبس) إلى الحكومة: ناشط الانترنت التونسي سليم عمامو يناضل من أجل حريّة الرأي

المقال تكتب بمناسبة كيما سمعتم الكل حصول سليم عمامو على جائزة حقوق الانسان لعام 2011 من قبل مؤسسة (الأصح : وقف) فريدريش إيبرت المقربة جدا من الحزب الإشتراكي الألماني SPD 

مقال فيه برشا غرايب و عجايب قلت لازم نوسّع بالي و نشارك القرّاء التونسيين معايا فيه و في الطحين و ال**ب نتاع الصحافة الألمانية, اللي هيا أحسن مثال اللي الصحافة الغربية المتطورة برشا و المتحررة و اللي تبقى رغم ذلك ديما عندها زلّاتها و تبقى مش حرّة 100% و تعمل برشا مرّات في الأغلاط! و ليا العجب خاصة في ما يسمّى الثورات العربية و ثورة الياسمين شفنا منهم برشا!

Mit seinen gerade 34 Jahren kann der perfekt Englisch und Französisch parlierende Internet-Unternehmer und Blogger mit dem Dreitagebart auf eine bewegte Vergangenheit zurückblicken. Während der Diktatur des gestürzten tunesischen Langzeitpräsidenten Zine al-Abidine Ben Ali saß er noch in einem der vielen Foltergefängnisse.



قالك: بسنينه ال34 فقط  صاحب شركة الانترنت و الذي يتحدث الانقليزية و الفرنسية بطلاقة  يمتلك سليم عمامو تاريخا حافلا. فخلال فترة حكم بن علي الدكتاتورية كان عمامو يقبع في أحد سجون التعذيب الكثيرة في البلاد!!!

اللي يسمع هالكلام يقول مسكين هالعمامو! راهم يكركرو فيه من حبس برج الرومي لحبس رجيم معتوق و راهو النهار و طوله و هما يذوقو فيه في أنواع التعذيب اللي حيواناتنا المسمين ببوليسية بلغو فيها مراتب عالية و حرفية مشهود ليها! و هي الحكاية الكل السيّد فرحو بيه نهارين في وزارة الداخلية و ما عملوله حتى شي (باستثتاء الدخلة و هما يركبو فيه في الباقة ههعهع)

Nach der Flucht Ben Alis nach Saudi-Arabien kam Amamou in den Genuss einer am 17. Januar erlassenen Generalamnestie für politische Gefangene

قالك: و بعد هروب بن علي للسعودية تمتّع سليم عمامو بالعفو التشريعي العام للمساجين السّياسيّن الّذي تم توقيعه يوم 17 جانفي.

معناهو يزيدو يأكدو في الصورة نتاعه ك فار حبس سياسي ضارب سنين حبس و تعذيب بش في لخر يجي العفو التشريعي و ينظفله سجلّه و ينقذه!!! مالا مش شهادة مدرسية هذي! راهي جائزة حقوق إنسان من مؤسسة عريقة جدا و من دولة يضرب بيها المثل في إحترام حقوق الإنسان و الدفاع عنها!


  Kurz darauf berief ihn der damalige Premierminister Mohammed Ghannouchi in die tunesische Übergangsregierung - als Staatssekretär für Jugend und Sport.... Ein relativ unnützes Amt, wie der nicht nur in Tunesien, sondern in der gesamten in Aufruh befindlichen arabischen Welt bekannte und beliebte Vorkämpfer für die Meinungsfreiheit resümiert. 

بعدها بوقت قليل تم تعيينه من قبل الوزير الأوّل آنذاك محمد الغنوشي في منصب كاتب دولة للشباب و الرياضة, منصب غير مفيد, كما لخص لنا ذلك مناضل حريّة الرأي المحبوب ليس  في تونس فقط بل في جميع العالم العربي الذي يمر حاليا بمرحلة غليان و ثورة!
Heute leistet er demokratische Basisarbeit, versucht in Schulungen und Kursen die zivilgesellschaftliche Entwicklung voranzutreiben. Viel Arbeit und wenig Zeit, um eine seit Jahrzehnten politisch unmündig gehaltene Gesellschaft zu reformieren.

اليوم يركز عمامو مجهوداته في العمل الديمقراطي القاعدي, و يحاول عن طريق ورشات عمل و دورات تدريبية أن يسير بالمجتمع المدني إلى الأمام. كثير من العمل و قليل من الوقت لإصلاح المجتمع الذي تم كتم صوته لعقود طويلة!

بدون تعليق!!! برا حوس تفهم! شي كبير يا بوقلب! 

 Er sucht nach Wegen in eine arabische Demokratie und blickt auch in die Türkei, deren Premier Recep Tayyip Erdogan sich gerade als Musterbeispiel eines modernen islamischen Führers in den Staaten der Rebellion empfiehlt.

قالك: سليم يبحث عن الطرق التي تؤدي إلى ديمقراطية عربية, و يتجه ببصره أيضا
 إلى تركيا التي يقوم رئيس وزرائها بتسويق نفسه في بلدان الثورات العربية كنموذج مثالي للقائد المسلم العصري 


ربي معاه! نشالله يلقالنا الثنية قبل ما يفوت الفوت!

و في آخر الصفحة مقال صغير على حزب القراصنة التونسي. شطر المقال تقريبا عبارة عن تأكيد من سليم اللي هوا مش من أعضاء هالحزب! هاني بش نتجنب التعليق على المقال حفاظا على أعصابي!! 

و صدق البيغ كي قال:

" وأضافت المؤسسة الألمانية في بيان صحفي بمناسبة منح الجائزة بأن "تغيير النظام في كل من مصر وتونس لم يكن ممكناً دون الإسهام الكبير الذي قدمه من شاركوا في الاحتجاجات، معرضين حياتهم للخطر"...

علاش تضحكوا؟ صحيح، سليم عمامو عرّض حياتو للخطر كيف عمل محاضرة على "أنونيموس" في تيديكس-قرطاج، كان ينجّم في أيّ وقت يزلق ويطيح من الرّكح وتتكسّر كرايمو.. ماهوش خطر هذا؟





Saturday, September 3, 2011

" معاناة "فطّار رمضان في تونس جزء 2 من 2

المينو في الحانوت فيها حاجة بركا: كفتاجي! وصحن  مش كسكروط! لا و كي تكمندي صحيّن, يسألك تحبه بالفريت و الا لا!! و كي تقله راهو الكفتاجي بطبيعته يستربا مع الفريت يقلك راهو لازم تستنى مدة بش تحضر الفريت,اللي من لونها باين عليها جيست تشللت في زيت الحاكم تشليل و برا, والأكثرية ياخذو صحنهم بلاش فريت! الأخ ماهوش خالط على الطلب الرهيب على اللي الناس  تعتبرها متعة محرمة و هي الافطار في رمضان و اللي في الحقيقة ما هي إلا حاجة أساسية من حاجيات أي انسان: الماكلة!

ثلاجة المشروبات الغازية  ممكن كل ربع ساعة يعاود يعبيها من جديد و تفرغ. الخبز يتم جلبه في دوريات معبى في كرادين للمحل, و كل شوية يدخل واحد معاه ساك عملاق بش يلم هاك الدبابيز بلاستيك اللي كانت فيهم المشروبات الغازية. هذا الكل جاري في بلاصة ما أكبرش من 13 متر مربع! و الناس الكل تاكل بالواقفة و هي مطبسة روسها خاطر الطواول نتاع ماكلة بالقاعد! و الجميع قاعدين يوحوحو من حرورية صوص الهريسة اللي يسقى بيها صحن الكفتاجي قبل ما يسربيه (عالاقل تأكدت اللي الطرح بالرسمي حار مش فقط بسبب اني ما عادش نحمل الحار من جرة العيشة في الغربة).


 و اللي عجبني في الحكاية اللي العباد الكل اللي قاعدة تاكل يأكدو لبعضهم اللي هالرستوران عمرهم ما شافوه و الا انتبهو لوجوده في الأيامات العادية. أما في هاك النهار ولى مقصد الجميع, خاصة أن أحد بدائله القليلة (عالأقل البديل الوحيد اللي نعرفه أنا) هو مطعم باقات باقات أو شهرا الغلا و الكوا و كثرة الهوا!

بعد ما كملنا كلينا اللي كتب , الحق نتاع ربي سمح الصحن و زيد أول صحن كفتاجي ناكله من نص عام زيد من الليلة اللي قبلها جيعان دونك نحمد ربي و نشكر, اللي ما عجبنيش فيه هو اللي سقشات البوطزينة اللي أنا نكرها في الدم باينة في التسطيرة بالعين المجردة  سي أحمد التونسي المرافق نتاعي حب يعمل سيقارو, لذلك توجهنا للقهوة المقابلة. الساعة كانت قريب الأربعة نتاع العشية,كي دخلنا لقيناهم حالين مرمة الداخل: الوسخ و بقايا الدبابيز و المعلبات قريبة للركبة, شوية و يجيبو بالة بش يهزو بيها الوسخ, و زويّز من جامعي القوارير البلاستيكية واقفين في قلب القهوة يتعاركو واحد يقول لصاحبك يزيك ماك عبيت في الحانوت لوخر!

الحصيلو شي يعيف! و زاد كملها اللي مولى القهوة قاللنا بش يسكرو رغم اللي حتى الخمسة نتاع العشية ما زالت. رصتلنا نسحللو و طلبنا كل شي ممكن نستحقوه حتاكش لين يأذن: قهوة سيتروناد ميلفوي قازوز دبوزة ما! و حنا قاعدين نتناولو في هالمتع بقيت نشوف لسيد قاعد في القهوة و قاعد يمص في شيشة بنهم تقولش عليه الشيشة بش تتقطع من البلاد! ياسر حب و حنية  و انكباب!


بعدين فهمت الحكاية:
 القهوة هذيكا تتبدل وظيفتها في رمضان وتحولت من كونها فضاء عام للقاء و لتقديم جميع أنواع المشروبات و الدخان و الشيشة لكي تصبح كالمحل الخاص للسكنى! وزيد فضاء غير عام بما أنه معزول بصريا عن الشوارع و المحلات المحيطة. اللي يجي في رمضان يجي للقهوة و معاه قفته فيها ماكلته و شربه نتاع النهار كامل! و هاوينه ممكن يطلب قهوة و تاي و الا شيشة في القهوة!  


و هذا يفسر كميات الزبلة الرهيبة الللي تلمت غادي في القهوة. مرافقي قاللي اللي كثير من الموظفين العموميّين الفطارة يجو يبنكو غادي و خاصة من وزارة الداخلية اللي قريبة خطوة من غادي. بعد ما خرجنا و حوسنا شوية عطشنا و حبينا نشرو ما بارد. مهمة جدا ساهلة. الأكشاك في الافيني الكل تبيع فيه و الناس مقبلة عليه!


بعد التجربة هاذي عملت تجارب أخرى في قهاوي فطارة نتاع الناس الهاي كلاس ( بلوغتنا: الكرز) و الناس المثقفين و جماعة ال sub culture مثل قهوة Au matignon في نهج ألان سافاري أو قهوة-مركز ثقافي Étoile du nord اللي تحاول تكون متميّزة على غيرها بأنها عاملة dress code أو بالعربي مانعة أنواع معينة من اللبسة تدخل عندهم كيما الشورط الرياضي و الكاسكات!! (ذكروني بالفازة اللي صارتلي أمس: حبيت نمشي لوتيل في صحراستان بش نعمل كعبات و الدنيا شهيلي يقتل و 40 درجة بش العساس نتاع الوتيل اللي حتى قبل الثورة ينش في الذبان يقلي اللي سامحني أما ممنوع الدخول بشورط!!!!)

المهم اللي في هالقهاوي القافزة فيها نوع من الإثارة, علاشي برشا "مشاهير" يبنكو فيها. أما مصيبتها بجانب الغلا الرهيب اللي عم البلاد كي تجي تشوف هو السرفيس المكرز النفاخ الحقار اللي يكرهك في روحك أكثر مللي إنتا كارهها في نهار رمضاني تونسي سخون!



و عن العزقة في صحراستان ما نجم نحكيلكم شي للأسف! النهارين من رمضان اللي عديتهم في الجنوب التونسي ما خممتش مجرد التخمام اللي نحط ساق برا الدار في وقت الصيام علاشي عارف اللي هيا فكرة مش ذكية بالكل!


تي كنا مروحين لصحراستان في كار الوطنية انطلاقا من تونس العاصمة في نهار سخانة تقتل! الكار تخرج مع نص النهار, و الرحلة تشد سبعة ساعات و تقطع 500 كلم في ظروف مناخية اقل ما يقال عنها تعيسة و في كيران مكملة و طايبة ( أو كيما قال الشاب خالد: طبت طياب الجير في الفرّان 01:28) بالعربي عذاب صافي! و رغم اللي ربّك في الاسلام عطى رخصة للمسافرين أكثر من 100 كلم بش يفطرو و يعوضو النهار يصومه بعد ما يوفى رمضان, لكن ما راعني إلا أنه في محطة باب عليوة للحافلات اللي تخدم في الخطوط الجنوبية اللي أغلبية كيرانها تمشي لمسافات بعيدة جدا و توصل حتى لطرابلس الناس الكل صايمة! و في الكار نفس الشي!! الناس الكل صايمة بحال لاهي الدنيا بش تلهب بالسخانة و العرق و خاصة شطر الكار اللي ضاربة فيهم الشمس اللي لا يفيدهم لا مكيف و لا والو! شي ينطق من **** أم العوج نتاع مازمبي!! افهم وحدك! (كي حبيت نعمل شربة ما حل ما طلعت للكار سألت اللي قاعد بحذايا: تشرب خويا؟؟ ياخي مصدق لربي و عمل ضربات ما أمام مرأى الجميع هعهعه)

ومللخر: شطر الشعب التونسي عازقه أما يحشي فيه!

Thursday, September 1, 2011

" معاناة "فطّار رمضان في تونس جزء 1 من 2

لأول مرة نهبط لتونس في رمضان. و ممكن هذا ثالث رمضان في حياتي كاملة نحضرله في تونس.

هدف زياتي لتونس هو بالدرجة الأولى حضور أجواء رمضان و العيد و مقابلة العديد من الأصدقاء و المعارف الفايسبوكيين الذين أصبح بعضهم بمثابة عائلة ثانية ليّا الشي اللي يمثل شخصيا بالنسبة ليا أهم مكسب من مكاسب الثورة, خاصة أن نشأتي و معيشتي في الغربة حرمتني من التواصل مع أولاد بلادي




المهم أنا عندي فكرة على وضع الفطّارة في تونس و حكولي كيفاش الفطارة يدبرو في روسهم. لكني هالمرة أنا بش نخوض هالتجربة لأوّل مرة في ربوع تونس الصيماء


الحكاية بدت بخبر تنشر في الفايسبوك حول رسائل تهديد تلقتها نقابة المطاعم و المقاهي و توابعها من جماعات إسلاميّة متطرفة في حالة قامت هذه المطاعم بالاستمرار على نفس طريقة العمل في رمضان كيما أيامات المخلوع حيث تبقي المطاعم و المقاهي أبوابها مفتوحة و تقوم بوضع ستائر لحجب من الرؤية بش ما يجرحوش مشاعر الصائمين سملّه عليهم من كل مكروه!!! المهم المتحدث باسم النقبة (لا مش ناقصة ألف) صرح حسب الخبر بأن المقاهي و المطاعم ستسجيب لهذه التهديدات و التي هي نتيجة للأوضاع بعد الثورة أين وجدت الحركات المتشددة حرية شبه مطلقة في الحراك الميداني المصحوب في كثير الأحيان بممارسات عنيفة ذات طابع إرهابي


ما صعب من الحكاية أنه ليا سنين طويلة ما هبطتش لتونس في الصيف و اللي انا تعودت بصيف بلاد الجرمان المتقلب جدا و اللذي في مجمله بارد و ممطر عكس الشهيلي و الشموسات الهولوكوستية في بلادنا بشمالها و صحرائها!


 المهم أول يوم ليا في تونس كنت عامل موعد مع صديق فايسبوكي بعد نص النهار في باب بحر. سخانة أسطورية كانت ضاربة. التاكسي حطني في أول الافيني بورقيبة على خاطر الشارع مبلع.

و انا متعدي عالافيني في اتجاه باب بحر لاحظت أن كل المقاهي و المطاعم المشهورة مسكرّة, طبعا كي وصلت لشارع فرانسا و بديت نقرب من باب بحر شفت بوادر الكارثة البيئية الجمالية الاجرامية بحق المحيط اللي حكولي عليها برشا أصحاب في تونس و التي لم أكن أتصور أن تكون بهذه الكارثية! شي خرافي! باب بحر العتيق دقو فيه المسامير بش يعلقو عليه لبستهم المذرحة, يراهم معلقين فيه!




طبعا ما حبيتش نقرب أكثر من هكا بالكاميرا حرصا على سلامتها و سلامتي السخصية


بعد ما تقالبت معاه (طبعا مع تأخير ساعة و نص تقريبا كما هو جاري العمل به في بلادنا ) قصدنا ربي لنهج معروف ياسر بروستوراناته و خاصة بنظافتها, نهج ابن خلدون, دخلنا في نهج متفرع منه ياسر أنظف و أحسن سمعة منه, هاك الزنقة اللي يمشو فيها كان المشاة و توصل للبالماريوم و فيها علب للمشوي و هاك الحكايات

مرافقي كان عارف الهدف نتاعه: ديراكت توجه لحانوت صغيّر بابه متقي بجرد ريدو كيما نتاع الحجامات في الأحياء و المناطق الفقيرة و الداخلية. من داخل كي الحكة, سخون و زيد يغلي بالعباد (الرجال بيان سيم) من كل الفئات! و المكيف اللي يخدم كي كيفه كي بلاش. 



يتبع....

خالي الخالي أرجع لتالي!

خالي, شاب تونسي عاكسة معاه من الصغرة. خوه اللي أكبر منه كلاله زهره من اللي هو صغير!و هما الزوز كلو زهورات بقية العايلة  بصفتهم زوز ذكورة في عايلة كلها بنات! قرا اقتصاد و تصرف و مالقاش خدمة, فتش لوج عمل تكوين تحسيس ستاج رسكلة و إعادة, شي!

 خوه الكبير (في الطحين زادة كبير) الي زهرت معاه و استكرز و ولى الفلوس يروح بيها كل ليلة في قفة للدار و بعد إلحاح العايلة رضى عليه و دخله يقرى بالفلوس مع فروخ المزمر فيهم أصغر منه بعشرة سنين, بش يوللي أوبتيسيان و زاد عاونه في حلان البوتيك في قلب عاصمة ولاية صحراستان.

السيد مازال حل ما حط رجليه في الدنيا, على بعد خطوات من الأربعين عام, و كيما قال الشاب خالد: لا زوادج لا دار العقبة واعرة! (إشاعات قالت اللي هوا خطب أما ما شفت شي رسمي لتوا)


الأخ عمره ما دخل في السياسة, و حتى أيامات كي بدا يصلي كان الجامع كان يخاف يعفسه برجليه. حمة الهمامي بالنسبة ليه قاتل و مجرم إرهابي من أمسخ ما شافت تونس! عن بقية الأمور السياسية حدّث و لا حرج!

لا يزي اللي هوا بوتيكه و ماكيناته كلها بالديون, لا يزي اللي زوز أخواته مطلقات و أمورهم مش على ما يرام! ما يزيش اللي أمه (جدايتي) ما عندها حتى مصدر دخل بخلافه هو وخوه! ما يزيش اللي هو ما كون حتى شي عمليا لعرسه!

يجي لا طاح لا دزوه يقوم يتبرع لمقر حركة النهضة في عاصمة ولاية صحراستان بشاشة عملاقة بقيمة مليون و نص, هكاكا!!!! بدون منسابة! و لا هو منتسبلهم و عمره ما حضرلهم حتى شطر اجتماع و لا لقاء! با مام عالفايسبوك!